دعا سمو الأمير الحسن بن طلال، رئيس المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا، للتفكر في موضوع النهضة العربية الكبرى؛ مشيرا إلى أن تجديد خطاب النهضة وقيمها وتفعيل الإرادة العربية في خدمة الصالح العام سيؤدي إلى تحقيق التنمية المستدامة المنشودة والتحول نحو المساهمة الفاعلة في مستقبل العرب والعالم، حيث أنها نهضة إرادية وفكرية، تفوض الإنسان، وتمكنه من القيام بواجبه نحو الوطن
وأضاف سموه في كلمة، له خلال رعايته حفل تكريم الفائزين بجائزة الحسن بن طلال للتميز العلمي، أن النهضة فكرة وعبرة؛ فالفكرة هي المنافسة لنضع أنفسنا في مصاف الأمم الأخرى، والعبرة تكون في معيار وميزان المتابعة الدقيقة والموضوعية لكيفية الإنفاق وبرامج التنفيذ
وقال بحضور، سمو الأميرة ثروت الحسن، رئيسة لجنة الجائزة وأعضاء اللجنة، “إننا نسعى إلى الرخاء الاقتصادي، ولا يكون ذلك إلا بتنمية وتطوير كرامة الإنسان من حيث أنه إنسان”، مضيفاً أن رأس مالنا الحقيقي هو فوق الأرض وليس في باطنها
واستذكر سموه مقولة جلالة الملك الراحل الحسين بن طلال -رحمه الله- “الإنسان أغلى ما نملك”، مؤكدا سموه أن “الإنسان المعطاء هو أغلى ما نملك في إطار رؤية المواطنة الحاضرة والحاضنة لكفاءاتنا بفئاتها العمرية المختلفة”
وتساءل سموه، خلال الحفل السنوي، الذي أقيم في المركز الثقافي الملكي، اليوم الاثنين، وتم خلاله منح عدد من المؤسسات الوطنية جائزة رفيعة المستوى تحمل اسم سموه على انجازاتها في برامج منهجية ولامنهجية ناجحة ومؤثرة، “كيف نطور برامج التربية في غياب ناقوس الخطر الذي ندقه اليوم؟”، مشيراً إلى أنه مقابل كل إنسان نحتفل به اليوم، هنالك عشرات الآلاف من الذين لا يحظون بهذا الاهتمام، وبهذه الدرجة من التفوق والتميز″
وعن مدى تعقيد النظام التربوي أكد أنه يعتبر من أكثر النظم الاجتماعية تعقيداً بسبب تداخل النظم، من تربية وتعليم وثقافة ومعرفة، مشيراً إلى أن هذه الموضوعات تتجاوز نطاق عمل وزارة بعينها أو إدارة بعينها، وتتجاوز مدة زمنية محددة، وتمثل سياسة استشرافية
وتطرق سموه في حديثه عن التنمية والعمل الإنساني إلى الدعوة التي أطلقها منذ أكثر من ثلاثين سنة لإنشاء “مؤسسة عالمية إنسانية للزكاة والتكافل” بحيث تكون مؤسسة مستدامة ولا تقتصر رؤيتها على أبعادها الروحية والدينية فقط بل تنظر للزكاة بوصفها فكرة اقتصادية تنموية شاملة؛ مؤكدا في ذات السياق ضرورة إنشاء مؤسسة إقليمية عربية للتنمية
وأكد أنه في إطار التحديات الناجمة عن تغيير عالم العمل، فلا بد لنا من اغتنام الفرص لتقوية العلاقة بين العمل وبناء المجتمع، وبين العمل وبناء حاضنة المواطنة.
وقال سموه إن المعرفة والمهارات الرفيعة أصبحت القوى المحركة في المجتمع وفي الاقتصاد العالمي شديد التنافس، ويعتمد ذلك الاقتصاد وذلك المجتمع على كمية ونوعية رأس المال البشري لديها من الأفراد ذوي التخصص.
وشكر سمو الأمير الحسن، المجلس الأعلى على تهيئة المنبر الجديد الرابطة الأردنية للعلماء التقنيين في الخارج (جوستا) ليسهموا من خلال دراساتهم وأعمالهم في بناء الوطن، مؤكداً أن هذا الاحتفال هو فرصة للتفكر بفرحة الاعتراف بأن هنالك في الميدان من يعمل وينجز
وأوضح الأمين العام للمجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا الدكتور خالد الشريدة إن الجائزة السنوية تُمنح لثلاث فئات من المؤسسات التعليمية بالتناوب، ضمن دورة مدتها ثلاثة أعوام، كون التعليم المهني والتقني يعمل على تأهيل الطلبة والمتدربين لوظائف أو مهن بمستويات مختلفة من خلال اكسابهم مهارات التعامل مع أدوات عمل جديدة وتقنيات حديثة
وأكد ضرورة إيلاء التعليم المهني والتقني أهمية خاصة واعتباره أولوية وطنية لمستقبل شباب واقتصاد الوطني، والعمل على التوعية بهذا النوع من التعليم وفوائده، وتعظيم دور القطاع الخاص كمساند في عمليه التدريب المهني والتقني
ومنحت الجائزة الأولى وقيمتها (7000) دينار إلى كلية الأردن الجامعية التطبيقية للتعليم الفندقي والسياحي عن مشروعها “قصة نجاح مؤسسة”
ومنحت الجائزة الثانية وقيمتها (5000) دينار إلى مؤسسة التدريب المهني عن مشروعيها “تطوير واعتماد وتنفيذ برنامج الدبلوم المهني لتشغيل وحدات إنتاج الأدوية وفق المعايير الدولية لمواكبة متطلبات سوق العمل المحلي والدولي/ مركز التميز للصناعات الدوائيــة”، و”تطوير وتنفيذ وتقييم برنامج مشرف وحدات معالجة الصرف الصحي ومشرف وحدات تنقية مياه الشرب/معهد التميز للمياه والبيئة”، فيما منحت الجائزة الثالثة وقيمتها (3000) دينار مناصفة بين مدرسة أروى بنت عبد المطلب الثانوية الشاملة للبنات / الكرك عن مشروعها “انتاجنا”، وكلية تدريب وادي السير -الأونروا- عن مشروعها “استحداث تخصص جديد في صيانة الاجهزة الكهربائية المنزلية”
وأنشئت جائزة الحسن بن طلال للتميز العلمي عام 1995 تشجيعاً للنشاطات التعليمية والعلمية والتكنولوجية في المؤسسات المعنية بالتعليم والتدريب، ودعماً للحركة العلمية وتقديراً لها