حصل المجلس الأعلى للعلوم والتكنولوجيا على منحة من الاتحاد الأوروبي في شباط 2015 لتنفيذ مشروع تحويل مبنى المجلس الأعلى إلى مبنى بيئي/أخضر يستخدم تكنولوجيا الطاقة المتجددة المتمثلة في توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية واستغلال الطاقة الحرارية الجوفية في التدفئة والتبريد وتسخين المياه، وتكنولوجيا كفاءة الطاقة المتمثلة في العزل الحراري واستخدام المصابيح الموفرة للطاقة.
تبلغ موازنة المشروع 750 ألف يورو تمول بمنحة من خلال برنامج "المشاريع الريادية في الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة - REEED" الذي تديره وزارة الطاقة والثروة المعدنية. وهذا هو سقف المنح ضمن برنامج الاتحاد الأوروبي، علماً بأن شروط المنحة تقضي بتمويل 90% من قيمة المنحة، على أن تقوم الجهة المستفيدة بتغطية النسبة المتبقية بالإضافة إلى التكاليف العينية المتعلقة بتنفيذ المشروع.
كما حصل المجلس على مبلغ 110 الآف دينار عن طريق وزارة التخطيط والتعاون الدولي، ومبلغ قدره 75 ألف دينار من صندوق الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة التابع لوزارة الطاقة والثروة المعدنية.
وتجدر الاشارة إلى أن المشروع يؤدي الى تخفيض فاتورة الطاقة للمبنى من خلال استغلال الطاقة الحرارية الجوفية (Ground Source Heat Pump- GSHP) لغايات التدفئة والتبريد وتسخين المياه واستخدام المصابيح الموفرة للطاقة، وتحسين وضع العزل الحراري للمبنى، ومعالجة المياه العادمة، وتحسين الناحيتين الوظيفية والجمالية للمبنى.
سيقلل المشروع من الأثر البيئي من خلال التحول من تكنولوجيا ملوثة للبيئة إلى أخرى صديقة للبيئة وأكثر كفاءة. وفي الوقت نفسه، سيعمل المشروع على رفع مستوى الارتياح للموظفين وزيادة إنتاجيتهم.
وتعتبر تكنولوجيا الحرارة الجوفية (GSHP) صديقة للبيئة؛ إذ يستفاد من ثبات درجات الحرارة في باطن الأرض ( على عمق نحو 100 متر) صيفاً وشتاءً، مما يسهم في زيادة كفاءة المضخات الحرارية ويقلل من استهلاك الكهرباء.
ويعتبر مشروع المجــلس الأعلى، الثاني على مستوى المـملكة، من بين مشاريع المباني الكبيرة نسبياً (326 كيلووات تبريد و375 كيلووات تدفئة). وكان المشروع الأول في الجامعة الأمريكية في مادبا (1600 كيلووات تبريد و1230 كيلووات تدفئة.
ويوفر المشروع المعلومات حول استهلاك الطاقة قبل تنفيذ المشروع وبعده للدارسين والعاملين في مجالات الإنشاءات وتصميم المباني وتكنولوجيا الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة، وذلك للاستفادة منها في احتساب جدوى مشاريع مشابهة ووضع تصاميم لمبانٍ خضراء في القطاعين العام والخاص. وبعبارة أخرى، سيكون المبنى نموذجاً ومثالاً عملياً (Show case) للمباني الخضراء.
ولقد تم تصميم المشروع لتوفير حل شامل لموضوع المبنى الأخضر/البيئي، بما في ذلك:
• تحويل المبنى إلى مكان مغلق تماماً من أجل كفاءةٍ أعلى في التدفئة والتبريد مع تحكم الأقلمة المركزية.
• الاستعاضة عن التدفئة الموجودة بنظام الطاقة الحرارية الجوفية وباستخدام نظام متكامل لمجاري الهواء والاستغناء تماماً عن التدفئة بالديزل.
• الاستعاضة عن وحدات التبريد المنفصلة (ACs) بنظام مركزي ذي كفاءة عالية باستخدام الطاقة الحرارية الجوفية.
• إعادة تجهيز جميع النوافذ والأبواب وأسقف المبنى لجعلها مانعة لتسرب الهواء.
• الاستعاضة عن الإضاءة الحالية المركبة بمصابيح (LED) الموفرة للطاقة.
• تركيب أنظمة تسخين المياه باستخدام طاقة الحرارة الجوفية.
• تركيب نظام إعادة تدوير المياه المستخدمة.
• تركيب نظام كشف الحرائق.
• تركيب نظام كامل لتسجيل البيانات لأنظمة الطاقة المختلفة ومراقبتها.
• تركيب نظام تحكم بتشغيل أجهزة التدفئة والتبريد والمياه الساخنة.
و يشتمل المشروع على العطاءات التالية:
• استغلال تكنولوجيا الطاقة الحرارية الجوفية (GSHP) للتدفئة والتكييف وتسخين المياه.
• تبديل جميع المصابيح الحالية بمصابيح موفرة للطاقة (LED).
• عمل صيانة عامة لزيادة عازلية الجدران والنوافذ والأبواب والأسقف، بالإضافة إلى زيادة جمالية المبنى.
• تركيب نظام مراقبة وتحكم بأجهزة الطاقة المختصة.
علماً بأن المجلس الأعلى كان قد نفذ مشروع توليد الكهرباء من الطاقة الشمسية (بقدرة 52 كيلووات) من موازنته وقبل تقديم طلب المنحة من الاتحاد الأوروبي، مما كان له أثر إيجابي عند تقييم الطلب؛ إذ يبين هذا جدية المجلس الأعلى واهتمامه في موضوع الطاقة المتجددة.
وتجدر الإشارة إلى أن مركز بحوث الطاقة في الجمعية العلمية الملكية تم تكليفه القيام بأعمال مهندس المشروع، من حيث الإشراف على تنفيذ المشروع والتأكد من سلامة إجراءات المقاولين للوصول إلى تحقيق الأهداف التي حددت للمشروع في البداية، علماً بأن المركز قام سابقاً بإجراء الدراسات والتحليلات الهندسية لتحديد عناصر تصميم المشروع وجدواه الفنية والمالية وحساب استهلاك الطاقة والكهرباء وقياس مدى راحة العاملين في المبنى ورضاهم قبل التنفيذ ليتم إعداد دراسات المقارنة قبل تنفيذ المشروع وبعده.
ويقوم المجلس الأعلى بتعميم نتائج تنفيذ المشروع على المهتمين في مجالات المباني الخضراء/ البيئية وعلى الباحثين والمهندسين المصممين والمنفذين لمشروعات مشابهة للاستفادة منها في تصميم مشروعاتهم وتنفيذها.